الطائفية... مقبرة الأوطان
عبدالعزيز صلاح السيف
الكويت
هل تريدون أن تعيشوا بسلام؟؟ بأمن وأمان؟؟ أم تريدون أن تعيشوا مثل الدول العربية التي تعاني من الحروب؟؟ بالطبع الكل يحلم أن يعيش بسلام واستقرار، اذاً علينا أن نحارب "الطائفية" لأنها تؤدي الى إبادة الشعوب وعلينا أن نقتلها قبل أن تقتلنا. يجب أن نحاربها بالتسامح والتعايش مع الآخر المختلف معنا ديناً أو مذهباً أو سياسةً لأن التسامح والتعايش يؤديان إلى وقف الدم والحروب والنزاعات والتعصب وهذا ما يتمناه كل فرد.
هناك قصة قصيرة تلخص مشكلة الطائفيين وهي أن هناك غراباً رأى غراباً آخر من نفس نوعه، فلم يعجبه ما رآه من سواد في وجه زميله، و لو نظر إلى وجهه لرأى نفس السواد، وهذه هي مشكلة الطائفيين أنهم فقط ينظرون إلى مساوئ غيرهم تماماً مثل الغراب، يدركون كل ما هو جميل في تاريخهم، الشيخ الفلاني قال هذه الكلمة الطيبة والأمير العلاني قام بهذا العمل الجليل، ويدركون كل ما هو قبيح في تاريخ غيرهم، هؤلاء قتلوا وهؤلاء عملوا!! فلنكن صريحين و نعترف أن لكل أمة تاريخها الأسود، بسبب الأشخاص المنتمين إليه وليس بسبب الدين او الطائفة نفسها، مع أننا لسنا محاسبين شرعاً بما فعله أجدادنا، اذاً هذه نقطة خطيرة أننا ندرك كل عيوب غيرنا إلا عيوبنا وهذا الشيء يولد الحقد والحقد يؤدي إلى الإنتقام.
و أتمنى من العقلاء أن يدركوا أنَ لكل طائفة أشخاصاً عدائيين وطائفيين وإرهابيين، فلا نعمم على أي طائفة بأنهم قتلة وإرهابيين بسبب بعض الأشخاص المنتمين إليها، لأن التعميم لغة الجهلاء والإرهاب لا دين له كما قالوا.. ثم ماذا نستفيد عندما نقتل شخصاً فقط لأنه ليس من طائفتنا!! لا تحملوا أي طائفة ذنب الأشخاص المنتمين إليها، فكل طائفة بها الصالح والطالح فلتكن نظرتنا أعمق للأمور ولنعش بسلام.
في السابق كان العرب يقتلون بعضهم بعضا، وكانوا أمماً مُختلفة، لكن عندما جاء الرسول –عليه أفضل الصلاة والسلام- و وحد القبائل فأنشأوا فيما بعد إمبراطورية تمتد من اسبانيا إلى الصين.. ثم بدأت الخلافات تدب بينهم واشعلوا الحروب على بعض والنتيجة الوضع الذي نعيشه اليوم!! فإذا اردتم ان تكونوا كما كنتم "فاتحدوا" ولا تنظروا الى دين الشخص او طائفته، الله سبحانه يقول: (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)).. الغرب مستفيد جداً من تفرقنا وطائفيتنا لأنهم لن يحتاجوا إلى ان يضحوا بجنودهم وينفقوا أموالهم لمحاربتنا، فنحن نقوم بهذا العمل عنهم للأسف!! ثقوا تماماً أن كل المؤامرات علينا مهما كانت قوتها لن تستطيع ان تشغلنا بالفتنة اذا كان الشعب واعياً لهذا الأمر ويدرك مخاطر وآثار الفتن ويدرك ما يؤدي به التعايش للدولة من أمن وأمان.
آخر ما أقوله اتقوا الله في وطننا الجميل، ولا تشعلوا نار الفتنة التي تأكل الأخضر واليابس. أنظروا الى الأمم السابقة وخذوا العبرة من التاريخ، وسلوا أنفسكم ماهي إيجابيات الطائفية؟... لا يوجد! لكن في المقابل كم ام سينكسر قلبها وكم اب ستنزل دمعتهُ وكم طفل سيتيتم!!، فلنعلم المخطئ خطأه ولا نحتقره ولا نمبذه، إن لم نفهم معنى التسامح والتعايش فسنبقى في ذل وقهر وتفكك وضعف طوال حياتنا.