top of page

مواجهة الارهاب

عبدالله المانع

الكويت

almane3.jpeg
x.png

من الواضح أننا لن ننتهي من مجازر الإرهابيين الذين يشيعون في هذا العالم الدمار مُخلفين ورائهم الدماء و الكثير من الضحايا، فبعد حادثة مسجد نيوزيلندا المؤلمة تم استهداف سريلانكا الملقبة بـ ( أرض الشعب المبتسم ) من خلال عدة تفجيرات في كنائس و فنادق خلفت الكثير من الأرواح البريئة بجانب عدد لا يستهان فيه من الجرحى و المصابين من نساء و أطفال و رجال.

لن ننتهي من هذه الحلقات الدموية المتسلسلة والأعمال التخريبية دون مواجهة جادة وصريحة لكل خطاب كراهية متطرف ضد الأخر المختلف ودون مواجهة كل موروث يحتضن ويدعم ويشجع تلك الأعمال الإجرامية التي تفتك بالبشرية بين حين وآخر، إن أبشع صور الإرهاب هي تلك التي ترفض التعددية والتعايش السلمي والتي ترفض حريات الأفراد الخاصة المتمثلة بحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية، فاستهداف أفراد عُزّل عمل جبان بشع لا يصدر من إنسان سوي إنما من فرد لديه لوثة عقلية يرفض كل ما هو مغاير عنه أو عن دينه أو عاداته .

إن تجفيف منابع الإرهاب يأتي من خلال إصلاح مناهج التعليم الحالية التي تغذي النشء على كل ما له صلة بالكراهية و تحريضهم على الآخر المختلف عنهم ، أيضاً من خلال تجديد الخطاب الديني برفض الكثير من كتب التراث المليئة بالألغام والتي تحتاج منا وقفة شجاعة لرفضها، و مراقبة اللجان الخيرية وعلى ما يجمعونه من أموال وعلى من تصرف أو ترسل ومن يستقبلها، لابد أيضاً أن يكون المناخ السياسي في الدولة ديمقراطي تقدمي مدني حرّ يتصدى لأي فكر ظلامي يدعو للكراهية و التكفير و التزمت فالإرهاب لا يستطيع أن يتغلغل في مجتمع مدني ثقافته مبنية على احترام الآخر و تقبل الاختلاف .

أخيراً... ‏الإرهاب مرفوض في أي بقعة جغرافية كانت، لأن الإرهاب لا وطن و لا دين ينتمي إليه ، لذلك تحديد الموقف من الإرهاب حسب الجغرافيا يُعتبر إرهاب من نوع آخر.

bottom of page