لنا وطن نعيش فيه
عبدالله يوسف العليان
الكويت
ما هو تعريف الوطن؟ الوطن هو المكان الذي نقيم فيه، هو المنزل باختصار، منزل تسكنه مشاعرنا و أحاسيسنا، منزل لتاريخ شكلنا، رابط خفي يجمعنا مع بقعة أرض و أفراد غيرنا، نختلف في مفهوم الوطن و الوطنية، نرى مظاهر لهما لا يمكننا اختصارها في بعض الكلمات، فلنترك لكل فرد رأيه و فهمه لمصطلحات الوطن و الوطنية، و لنسأل أنفسنا سؤال لا يكاد يخترق سطح مفاهيم الوطن و المواطنة، هل للمواطن الحق على وطنه؟ أم للوطن حق على مواطنيه؟
نعيش -و لله الحمد- في بلد غني، و من أغنى ما نملكه نعم الأمن و الأمان، هذا الغنى أنتج و ورث شعور التراخي و الملكية و التعالي، نرى لأنفسنا الحق في التملك حتى من دون عمل، نرى أنفسنا طبقة فوق باقي طبقات البشر، الكثير منا ينظر بنظرة دونية لغيره من الجنسيات المختلفة، ما قيمة ما فعلنا نحن ككويتيين؟ ما هي الإضافة التي قدمناها للعالم حتى امتلكنا هذا التكبر و التعالي؟
أكتشف النفط بالكويت في النصف الأول من القرن الماضي، سبقه وطن عرف بقيم العمل و الترابط الأسري و الإجتماعي و الصدق و الأمانة، وطن فقير بالإمكانيات لكنه ثري بمبادئ صادقة نفتخر بها، تمركزت هذه الصفات بجيل عمل من أجل وطنه، لم تكن الكويت أرض بها يفتخرون، بل كانت الكويت بالكويتيون تفتخر، هم من قامت على أكتافهم الكويت، هم من أنشأ الوطن، من أي مرحلة بدأت تنتقل و تتغير هذه المعادلة إلى العكس؟ منذ متى و نحن ننتظر من وطننا أن يقوم بعملنا عنا؟
نعيش في زمن السرقات، زيادات و كوادر في كل القطاعات معظمها من غير حق، قروض للزواج و للإسكان، علاوة للإنجاب، علاوة للجلوس في المنزل من غير عمل، تحايل و تلاعب و غياب إلتزام، كلها على حساب وطن من المفترض أن نبنيه نحن، لا أن يبني هو لنا البيوت و يشتري لنا السيارات و خلافها، في معظم دول العالم يكون الوطن إنعكاسا لإنتاجية و التزام مواطنيه بالإضافة إلى خيراته الطبيعية، إلا في الكويت، فالمواطنين هم إنعكاس للرخاء الإقتصادي الذي رزقنا به بين يوم و ليلة، أبتليت الكويت بمواطنين لا يريدون العمل من أجلها أو من أجلهم حتى، اعتادوا ان يلقوا لقمة الطعام على طاولتهم من غير عمل، و أصبحوا يطالبون فيها أصلا.
إلى متى و نحن نعيش في وطن مؤقت؟ إلى متى و نحن مواطنين بالإسم فقط من غير فعل و عمل؟