top of page

لماذا تطالب المرأة بحقوقها؟

سحر بن علي

الكويت

GD1dJNUXgAA7eHd.png
x.png

بالرغم من انتشار مطالبات النساء بحقوقهن، ومعرفة أعداد كبيرة بالحركة النسوية، لا يزال هناك الكثير من المغالطات حول ماهية تلك الحقوق، وعما إذا كانت المرأة اليوم لا زالت مضطهدة ولم تحصل على حقوقها الكاملة بعد، وذلك بسبب قلة وجود منصات تدعم المعرفة النسوية، وكذلك الخطابات والمجالات الإعلامية التي تهاجم أي محاولة للتغيير، ومحاولة خلق فجوة بين الحركة النسوية واستقرار المجتمع.

 

نحن نعيش في عالم يسوده انعدام المساواة والعدالة، مما يجعل البعض من النساء أنفسهن يتبنون معايير ذكورية، ويسلمن حياتهن واختياراتهن للهيمنة الذكورية، وإن كان ذلك سيقلل من قيمتهن، حتى يصل بهن الأمر إلى تصديق فكرة أنهن يحتلن المرتبة الثانية بعد الرجل، وهذا يرجع إلى سيطرة الفكر الذكوري على التنشئة التي خضعن لها، ابتداء من المنزل، إلى العمل، والمجتمع، وحتى الإعلام الذي غرس أفكار كثيرة بنظرة ذكورية على عقول الكثير.

 

التقسيمات و التمايزات في المجتمع، المبنية على الجنس، صارت أمر طبيعي، كما لو كانت مصالح جماعية بين الرجل والمرأة، من خلال توزيع الأدوار على كل شخص بناء على جنسه، كالزواج مثلا الذي يبنى على سيطرة الرجل وتبعية المرأة، وتبرير ذلك بالمصلحة المشتركة، وفرص العمل والرواتب التي يحصل عليها الرجل أكثر من المرأة، بغض النظر عن موقع المرأة من كل ذلك، بل المهم هو ضمان سلطة وامتيازات الرجل على حساب المرأة، وهذا ما يحدث في جميع الفئات الأقلية ليست المبنية على الجنس وحسب بل حتى المبنية على الطبقية والعرقية والدينية.

 

أي مطالبة من المرأة بحقوقها، سواء السياسية أو الإجتماعية أو الإقتصادية، يبدأ من الخاص إلى العام، وهذا يعني أن يبدأ من البيت والزواج، أي داخل مؤسسة الأسرة، لأن أي محاولة لتعديل وضع المرأة، وإحلال المساواة بين الرجل والمرأة، إذا لم يصل إلى المجال الخاص، سيكون الوضع العام صعب وناقص. 

 

يبدأ ذلك عندما تعي المرأة أنها ليست صف ثاني، وإنما إنسان لا يقل عن الرجل، في القدرات والإمكانيات والحقوق، أن يُسلب منها أي حق من حقوقها بإسم الشرف والحرام، فهذا ظلم وإضطهاد، فهي لها كامل الحرية في اختيار المجال الدراسي، والوظيفة، وشريك الحياة، كما لها الحرية في اختيار مظهرها الخارجي، وكل التفاصيل مهما قلت أهميتها لدى الكثير، إلا أنها مهمة كي يبدأ منها مساواتها بالرجل، وحقها بأن تكون إنسان مستقل، تختار ما تريد، دون أن يكون هناك صراع نفسي واجتماعي يولد واقعاً من البؤس والتمييز بسبب الجنس لا أكثر

bottom of page