أنور الفكر
الكويت
"خاف من الساكت"
افضل من نصر "حرية الرأي" هي اللغة نفسها التي انبثق منها هذا المصطلح. فنجد الضد لها يعني ، القمع ، العبودية ، السجن ، الجهل فهذه شهادة ودليل شامل على أهميتها للناس وللمجتمعات مهما بلغت قسوة الرأي وبعدت حدوده. فحرية الرأي هي الأساس الذي تنطلق منه كل مفاهيم الديمقراطيات والحضارات والمدنية والعلوم فالديمقراطية هي نتيجة سببها هذا الحق والنظرية هي فكرة ولدت بسبب هذا الحق
فإذا أصبحت حرية الرأي معدومة أو مقتولة او ممنوعة فيحل مكانه الجهل والسجن والقمع والعبودية لان كما تعلمنا الفيزياء الحياة لا تقبل الفراغ فغياب أي عنصر للمادة يأتي عنصر آخر يحل محل هذا الفراغ.
فالمجتمعات التي تسود بها حرية الراي تجدها مجتمعات حرة قوية متماسكة متقدمة ومتفوقة فالفكر الحر يحتاج ان يعبر ان رأيه واذا منع هذا الحق تعطل تفكير الناس واذا تعطل تفكيرهم اصبح المجتمع ضعيف هش منقاد للرجعية والتخلف والجهل
فالأصل والقوام هي حرية الراي مهم كان الراي ساذج او غبي فانه يحفز المتلقي على ابداء رأي اخر فيؤثر على المرسل فيبدا المرسل بالتفكير وتطوير رأيه ويقوم المتلقي بالرد فتحدث هنا عملية الجدل التي قد تنتج رأيا جديدا متماسكا وقويا ومشتركا بين المرسل والمتلقي. فلذلك حتى الراي الساذج يكون مهم في تحقيق الفكرة الأسمى والأعلى لحرية الراي
فحرية الراي لها عوامل ذاتيه وموضوعيه لنجاحها فالذاتي تعتمد على مدى تقبلنا للرأي الاخر، فإذا كنت لا تحترم الراي الاخر وتتقبله بهدوء وبروح طيبه وتستمع له بإنصات فليس لك حق حرية الراي اما الموضوعي فيعتمد بالدرجة الاولى على القوانين السائد وتنفيذها
اخر السطر
في اثناء ما شهدت الكويت من حراك شعبي امتد من عام ٢٠٠٩ الى عام ٢٠١٤ زار مسؤول كويتي رفيع المستوى ، احد الدول الشقيقة فسأله احد المسؤولين فيها عن الأوضاع في الكويت ولماذا والى متى هذا التراخي من قبلكم قائلا: والله لو هذيلا عندنا كان ما تطلع الشمس عليهم الا وهم تحت الارض. فرد المسؤول بتبصر وعقلانية قائلا: طول عمر الكويتين وهم على خلاف ولكن عند اول ازمة تجدهم رجل واحد في مواجهته. وبعدين ياطويل العمر اللي يتكلم لا تخاف منه لانه يعلمك باللي في ذهنه واللي بصدره، خاف من الساكت!