top of page

إلى متى… يا إخوان؟؟

عبدالله سعود بوشهري

San Diego, CA

boushihri.jpeg
x.png

إلى متى يا إخواني ستتسيد العنصرية والطائفية؟ أَشهد أنّه قد ضاق صدري و نفذَ صبري من تطاولات جَماعة "خوارج العصر" أو تِلك الفرقة التي انشقت عن الوحدة الإسلامية باتخاذها فكراً شاذاً و تتظيماً علنياً وآخراً سرياً تحت إمرةٍ كاملةٍ لقائدٍ مبايع كما كانت تتم مبايعة الخلفاء وكأنهم دولة داخل دولة، بل و كأن غيرهم ليسوا إخواناً وليسوا مُسلمين، بينما القرآن يعلنها صراحةً بقوله الحقّ: (إنما المؤمنون إخوة) - صدق الله العظيم.

نَعم نحن إخوان لأَننا ترَعرَعنا على أَسمى أسس الدين الحنيف. نَعم نحن إخوان لأَننا تربينا في مجتمع لا يعرف الفرق بين المذاهب ويحترم الاختلافات. نَعم نحن إخوان لأَننا عرفنا المعنى الحقيقي خلف كلمة "الأخوة". الأخوة كلمة استخدمت لتَجمع بين شخص ما و شريك روحه لا لتفرّق بينهما. الأخوة كلمة أتت لتفسر معنى الصلة والترابط بين الأشقاء لا الانقطاع بينهما، حيث ذكر الله -عزّ وجل- في كتابه الكريم: (إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) - صدق الله العلي العظيم. لذا لم نعرف الإسلامُ يوماً كتنظيماً سرياً ولم نعهد القرآن حكراً على بشر دون سواهم، بل الله -عز وجل- هو من أَمرنا بإتباع تعاليم الدين الحنيف لِنصبح خير اخوة.

منذُ ظهور هذا الحزب في دولة الكويت عام ١٩٤٧م وهو يشوه صورة الإسلام الحقيقية بسبب أتباعه الذين يزعمون بأَن الإسلام رايَتهم، والشريعة الإسلامية مبدأهم. ولكن في الحقيقة فما الإسلامُ إلا ستار وسمعة كي يكونَ منفذاً ووسيلةً تُمكّنهم من مد أَيديهم لجلب مصالحهم في كل ما يخص السياسة والسلطة والأدوار الفعالة سعياً لوصول فكرهم المشلول لكُل أنحاء الدولة.

وبعد إنشاء جمعيات ومنظمات ومجلات عديدة، حصل هذا التيار المنحط على دعم إحدى الجهات في الكثير من المواقف، وذلك بسبب المصالح المشتركة ليستفيد كلٌ منهما من الآخر على حساب الشعب الكويتي الأبيّ، و الذي كان منافساً لهؤلاء.

أما بعد، فقد تدخلوا في كل ما لا يخصهم حتى وقع الخلاف بين الجهتين بسبب بدء تدشين حملة "نبيها خمس" وعقد "كي-داو" بالإِضافة إِلى المزيد من التدخلات في الإِعلام ومجلس الأُمة وغيره.

ورغم كلّ ما سبق، فقد باتَت رِسالتهم مستمرة بالفَشل بدليلٍ واضح أَلا وهو البيان التأسيسي الذي أَصدَرته جمعيّة الإِصلاح الإجتماعي بحملها أوضَح أَشكال التخبط والنِّفاق. فما للدولة سِوى القضاء على هذا النوع مِن التذمّر الدّيني الطائِفي الذي يُمثل العامِل الأَوّل  لِتصعيد موجة التّشدد والإرهاب و ظُهور النزاعات، وبِسببهم عانينا الصّراعات وشاهدنا التفكك والتدهور.

وبالنهاية كما أن لهم ظواهر سلبية عديدة فلهم ظاهِرة إِيجابية يُشكرون عليها أَلا وهيَ أَنّهم جسّدوا لنا الصفات التي نهى عنها الإِسلام، فرأينا الظلم بِأَعيننا وسمعنا الكذب بأذُنينا في كل ما يخص تطاولات الجهلاء السفهاء ممن يسمون أنفسهم بـ"إخوان" وهم لا يعرفون ما الذي تحمله كلمة الأخوة من معنى، حتى امتلأت كروشهم من أموال الوهابيين فنسوا أَهل الاستحقاق من رعاياهم وحرموهم منها ، فصارت حراماً على كل من مَسها أَو طعم منها..
 

ويبقى السّؤال معلقاً حائراً يَتمخطر يميناً وشمالاً في ذهن كلّ مواطنٍ: إِلى متى يا اخوان؟؟

bottom of page