

هل نعيد تسمية الغزو العراقي الغاشم بـ "الغزو الصدامي الظالم" ؟
ناصر نبيل بوعركي
Miami, FL


دعوة انطلقت من البلد "الجار"، وتحديداً من السفير العراقي بدولة الكويت علاء الهاشمي، بتسمية غزو العراق للكويت بـ "الغزو الصدامي الظالم" نسبةً الى دكتاتورية من فعلها وخطّط لها دون وجه حق. دعوة أثارت جدلاً كبيراً بين من يُحمّل العراق حكومةً وشعباً الاعتداء، وبين من يصب المسؤولية بأكملها على نظام صدام الغاشم. أضف على ذلك، دعوته أثارت استياءً شديداً لدى الشعب الكويتي حيث طالبوا بعدم السماح له بالتدخل بتاتاً في شؤون دولة الكويت الداخلية لأن الكويت دولة حرة و لحكومتها سيادة تامة. كما أكد الشعب الكويتي أن وصف الغزو بالغزو العراقي ما هو إلا تعبير وارد بقرارات دولية صادرة عن مجلس الأمن الدولي.
إن للغزو العراقي على دولة الكويت آثار محفورة في ذاكرة الكويتيين ومن عاصر تلك الأحداث، و ستحفر بذاكرة كل الأجيال القادمة. سواء أكان غزواً عراقياً أم تغيّر إلى غزواً صدامياً، ذلك "لم" و "لن" يغيّر من الحقيقة شيئاً. تلك الدعوات من الجهات الحكومية العراقية التي كانت تمني النفس لعودة المصالح المتبادلة بين البلدين وحل الأزمات والخلافات والصراعات السياسية.
بعض الناشطين الكويتيين صرحوا بأن "الاحتلال العراقي هو خطيئة دولة، وليس خطأ شخص" (خلود الخميس). والبعض الآخر قال: (إن الشعب العراقي نفسه كان ضحية نظام صدام وينبغي ألا " يؤخذ شعب كامل بجريرة جلاد " ) (عبدالرحمن الدوسري). على الرغم من أن الحكومة الكويتية تعتبر أن الشعب العراقي لم يكن صاحب قرار الغزو العراقي وبالتالي لا تحمله اللوم، إلا أن الكثير من الشعب الكويتي يحمل الشعب العراقي المسؤولية عن الغزو.
لو كان لصدام مثقال ذرة من الشجاعة، لما كان أن يفعل فعلته الشنيعة و يباغت جاره ليحتله. يبقى التساؤل هنا: هل نجح صدام فعلاً بخلق صراعات سياسية تدوم لسنين طويلة ولا تنتهي بين الكويت والعراق؟
الكويت ورغم ما شهدته من أحداث، كانت من أوائل الدول التي تواصلت مع العراق عقب سقوط نظام صدام، كما استضافت في مطلع عام ٢٠١٨م مؤتمراً دولياَ لإعادة إعمار العراق.