

القبلية في امريكا فعل فاعل أم طبيعية جينية؟
عبدالعزيز الصقري
Fort Collins, CO


انتشار مرض القبلية بين أوساط طلبة امريكا مؤخراً أمر محزن جدا، حيث سعت فئات لتغذية جذوة هذا المرض المشين من أجل الوصول فقط ، ضاربين اسمى معاني الديمقراطية والالتحام والوحدة الوطنية بعرض الحائط، خالقين وهماً لأبناء القبيلة يسمى " كرسي القبيلة " مبررين لمنافسيهم أن للقبيلة حق في اختيار من يمثلها في الحركة الطلابية.
إن سياسة بيع الأوهام في تاريخ الكويت السياسي وجدت منذ بداية العمل البرلماني في الكويت، ففي منتصف سبعينات القرن الماضي اجريت اول انتخابات فرعية قبلية في الكويت بدعم ورعاية حكومية، بعدها في عام ١٩٨١ اشتعلت شرارة الانتخابات الفرعية الطائفية في الدعية بين السنة والشيعة بسبب تقارب نسب أعداد الناخبين من كلا الطائفتين في الدائرة الرابعة آنذاك، وكان الفوز في هذه الانتخابات الفرعية حليف كل من فيصل القضيبي وبدر المضف كممثلين للدائرة، وتكرر هذا الفعل في انتخابات عام ١٩٨٥ ونجح فيها كل من ناصر الروضان وعبدالله الرومي، أخذ هذا المرض بالانتشار بين جميع طوائف الكويت وكان النصيب الأكبر والمستمر بفعل مثل هذه الأمور التي اخذت تمزق الوطن وفئاته هي القبائل، والأمر الذي ساهم بشكل كبير في تعزيز مثل هذه الظواهر هو قانون الانتخاب الذي يقسم الكويت الى ٢٥ دائرة انتخابية، ساهم هذا القانون الانتخابي بتعزيز الانتماء للقبيلة والطائفة والفئة على حساب الانتماء المجتمعي، اخذت الفئوية والطائفية والقبلية بالانتشار بين اوساط ابناء هذه الفئات مقيمين بذلك انتخابات فرعية لإخراج رجل يمثلهم ويمثل فئتهم في البرلمان ويسعى لحل مشاكلهم والنظر في امورهم ومساعدتهم بطرق غير مشروعة، وتغذت بعض الحركات السياسية على هذا المرض للوصول الى كراسي البرلمان والمناصب العليا في الدولة مستغلين ابناء القبيلة او الطائفة او الفئة لتسخيرهم للوصول الى اهدافهم ضاربين الدستور الذين اقسموا على احترامه امام الله قبل الشعب عرض الحائط فقط من اجل الوصول، استمرت هذه الظواهر الى شهر اغسطس من عام ٢٠٠٦ حيث استبدل هذا القانون بآخر يقسم الكويت الى خمس دوائر والذي ساهم بشكل ملحوظ بتقليل مثل هذه الظواهر الا انها لم تختفي بشكل نهائي، عَبَرَ هذا المرض على مر العقود من الاجيال السابقة وصولاً للحالية واستمر تغذي الحركات السياسية على هذه الامراض التي تمزق اسمى معاني الوطنية وتظلم العديد من الفئات التي لا تمتلك الحول والقوة للدخول في هذه الساحة الشرسة التي ترمي سطوتها على الفرد بأسم الجماعة بحجة عدم تفرقة صف الفئة الى ان وصلت هذه الامراض الى الحركات الطلابية في انتخاباتها في جامعة الكويت وفروعها الخارجية، ففي الانتخابات التي شهِدتُها للأتحاد الوطني لطلبة الكويت - فرع الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2018 التي أقيمت في دالاس-تكساس- رأيت ما رأيت من هذه الامراض وكيفية ممارستها بل وحتى علي انا ، اخذوا يستغلون اسم القبيلة و الطائفة و الفئة للوصول الى مآربهم طامسين حرية الفرد في اختيار ما يريد منتهكين كل من مادتي ٣٠ و ٣٦ من الدستور اللتان بمجملهما نصتا على حرية الفرد وحرية اختياره وتعبيره لما يريد وفق ما كفل له القانون ، وان حصل وعارضهم بما يريدون حُكِم عليه بالعزل اجتماعياً!
في النهاية سؤالي الازلي منذ رأيت هذه الظواهر الغير اخلاقية بين أوساط طلبة الولايات المتحدة الأمريكية ، هل القبلية منتشرة بين أوساط طلبة امريكا بحكم الطبيعة الجينية أم بسبب شخص يوقد جذوتها ؟