عصر الأحذية
ناصر بدر الجناعي
San Diego, CA
كم هو مؤلم اليوم ان نشاهد المشهد السياسي الكويتي في فوضى و انحطاط ، كم هو مؤلم اليوم ان نشاهد نواب يتشاجرون و يعتدون على بعضهم بالأحذية تحت قاعة عبدالله السالم الصباح ، نشاهد وفي اعيننا نظرة ندم و حسرة على نواب من المفترض ان يمثلون الامة.
للاسف مظهرا غير حضاري يلخص الوضع السياسي في الكويت ، منظرا يعبر عن تراجع مستوى الحوار بين الطرفين ، و عدم احترام راي الاخرين ، و الانفراد بالراي و كره الاستماع الى راي الخصوم. الاختلاف في الراي سياسة يجب ان تحترم لتطوير المجتمع و ازدهاره ، و استعمال هذا الاختلاف لاستنتاج حوار يفيد الوطن. لن يصبح هناك تقدما ديموقراطي اذا كان الطرف الواحد يفرض افكاره على الاخرين.
لنرجع الى الوراء و نرى الفرق في ثقافة الديموقراطية و ثقافة قبول الاخر. رحم الله مجلسا انجب شخصيات و رموز وطنية ضحت من اجل الوطن و دافعت عن حقوق المواطنين، شخصيات بارزة مثل سامي المنيس و احمد الربعي و حمد الجوعان و غيرهم من الذين ناضلوا لرفع اسم الكويت و تمسكوا بدستور دولة الكويت. تلك الاسماء وضعت بصمة في تاريخ الكويت السياسي الحافل بالانجازات. ليت نوابنا اليوم يتعلمون منهم ثقافة احترام رأي الاخر و ثقافة التسامح ، و طريقة النقاش الحضاري و المستوى الراقي في النقاش.
كيف انقلبت الموازين و اصبح للكويت نواب يتعاركون بالأحذية ، يعبثون في تاريخ الكويت السياسي اعتقادا و جهلا منهم ان اسلوبهم سيجعلهم قادرين على نشر الوعي الوطني و السياسي. يجب نشر ثقافة التسامح و الايمان بالتعددية و قبول الاخر حتى يبدأ الاصلاح و الرقي.
رغم كل الفساد و السلبيات يبقى التفاؤل واجب حتى يطل الامل من ظلمة اليأس.
السؤال الذي يطرح نفسه
من له المصلحة اليوم في كل هذا الفساد ؟