لا تدرس....ماكو فايدة
د.صقر الملا
نائب مدير الهيئة العامة للرياضة
(لاتدرس.. ماكو فايدة) فالواسطات (تارسه الديرة)، ولا وجود للكفاءات، ولا فرق بين من يتخرج من أعرق الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وبين من لديه شهادة مزوره. ولن تجد طموحك عند عودته للكويت، فالوضع في الكويت سيء. تلك هي ذات الجمل التي كانت على مسامعي طوال فترة دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية. فهل استسلمت لها؟ هل هدمت طموحي وهدفي في التطوير والعمل خاصةً في المجال الرياضي؟
طبعاً لم استسلم لهذه الجمل السلبية. بل عملت جاهداً من أجل تطوير نفسي والمشاركة المجتمعية الإيجابية. الدراسة في الولايات المتحدة اعطتني بُعداً آخر في طريقة التفكير، ووجدت نفسي أمام فرصة عظيمة لتطوير الذات، وأجتهدت في دراستي وكونت علاقات اجتماعية جميلة ما زالت مستمرة رغم تخرجي منذ ما يقارب عشرة سنوات.
رجعت إلى الكويت، بدأت بتسويق أفكاري العلمية والفنية من خلال العديد من المقالات والبرامج التلفزيونية. وحاولت كثيراً ان اكون معتدلاً في طرحي حتى لا أخلق عداوة دون قصد مع أي طرف كان. وفي عام ٢٠١٣ تم استدعائي من قبل وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب في حينها الشيخ سلمان الحمود الصباح طالباً أن أعمل مستشاراً له، شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات وأجملها كانت في المؤتمر السنوي للإتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحدة الأمريكية وهو المكان الذيلم أشعر يوماً فيه بأنني في غربه، ومن ثم مثلت الكويت في العديد من المهات الرسمية وأهمها كانت مهمة رفع الإيقاف عن الرياضة الكويتية التي نجحنا فيها في العام ٢٠١٩. عُيِّنت نائباً للمدير العامللهيئة العامة للرياضة بدرجة وكيل وزارة مساعد في عام ٢٠١٨. وجدتها فرصة ذهبية أخرى لأن أثبتت أن الشباب قادر على العمل لتطوير مؤسسات المجتمع. عملت مع الجميع دون استثناء من أجل تطوير الرياضة الكويتية. طورنا من النظم الآلية ومن نظام الاحتراف الرياضي الذي سيتم الاعلان عنه قريباً،وكذلك طورنا وألغينا العديد من الملاحظات على ملف التفرغات الرياضية. غيرَّنا وشجعنا الاستثمار فيالاندية والاتحادات الرياضية. تم زيادة الدعم للأندية الرياضية. نطمح قريباً للتحول الرقمي الكامل، ومازلنا في بداية الدرب من أجل تطوير الرياضة الكويتية.
أعلاه لم يكن اختصاراً لحياتي الشخصية، ولا أحكي بأنها قصة نجاح لأنني ما زلت في فترة اختبار بنهايتها تظهر النتيجة. لكني اختصرت لكم اجتهاد سنوات عديدة انتم جميعاً قادرين عليها. أؤكد لكم بأن الزمان هو زمانكم، ولا وجود لحقيقة بأن الوضع (سيء ومنتهي) وبهذا علينا الإستسلام، فالحقيقة هي ان الوضع يحتاج طموحكم والطريقة المثلى لتسويق آراؤكم. هناك قيادات في الدولة تبحث عنكم وعن كيف ممكن ان يكون شبابكم هو وقود التطوير في الكويت في جميع القطاعات.
(ادرس.. في فايدة). انتهز هذه الفرصة الجميلة التي بين يديك اليوم وستشتاق لها بعد ١٠ سنوات. اعرف كيف تسوق أفكارك وبأي وسيلة وماهو الإسلوب المناسب لطرحك. استثمر الخبرات التي تمر بها وانقلها نقلاً صحيحاً لبلادك. ادرس.. فإن شبابك قادر على التغيير.
تمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق