محمد علي البليهيس
اسطنبول
ارفضوا الظلم دائماً
عندما طلب مني الكتابة ترددت وتبادر إلى ذهني سؤال هل يجدي الكلام مع سلطة فقدت الحياء السياسي ؟
أم ينفع المقال مع شعب أنهكته المآسي!
لكن عندما شاهدت رزنامة التاريخ وإذ أنني اقترب من العام الرابع وأنا ُمهّجر خارج الكويت بسبب قضية »دخول المجلس« وساعتها شرعت بكتابة هذا المقال إن لم يكن من أجل الوطن ومايعيشه
أو من أجل الحرية التي نحرت والدستور الذي انتهك
فسأكتب على الأقل دفاعاً عن نفسي ومبادئي
عندما كنت على مقاعد الدراسة في كلية العلوم السياسية قرأت في الدستور أن النظام في الكويت ديمقراطي السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعاً
وعندما بحثت في التاريخ السياسي وجدت في طياته ان الكويت كانت الملاذ الآمن لكل من ظلم في وطنه طوال تاريخها
الكويت التي احتضنت ناجي العلي ورعته، الكويت التي كانت قبلة الشاعر المناضل احمد مطر عندما ضاقت الوسيعة عليه
..الكويت التي تبرعت بمليار دولار لتحسين أوضاع اللاجئين السوريين
اصبح ابناؤها مهجرين بالعشرات في أرجاء المعمورة ولحظتها أيقنت أن
(الدارس ليس كالممارس)
إن مشروع تكريه الشعب بالديمقراطية كان قائماً منذ نشأة الكويت ولكن كان الشعب الكويتي لايقبل إلا بالخيار الديمقراطي وطريق الكرامة
هم يعلمون مدى وطنيتنا لكن كان كل همهم كسر أي نموذج لشاب يعرفه حقوقه كمواطن ولديه الشجاعة بأن يقول لهم (لا)وبالفم المليان
فيبادرون بإغراقه بالقضايا ويفنى زهرة شبابه بين المعتقلات والمهاجر
يريدون صنع جيل لايبكي الا لخسارة مدريد ولايفرح إلا بإنتصار برشلونة :)
يريدون صنع جيل مسخ مدجن لايردد إلا أبشر طال عمرك
وأما الغاية من سجن النواب هو أن يجعلوهم عبرة حتى ما إذا عارضهم أحد أشاروا بطرف اصبعهم عليهم وهمسوا في أذنه (شكله ودك بتذكرة
one way لي اسطنبول)
لكنهم لم يدركوا أن الإفراط في القمع لم ينجح قط في تثبيت أي واقع سياسي والأمثلة على ذلك كثيرة كما أن التنكيل بالناس سلاح ذو حدين، ففي لحظة ما سيدرك الناس أن الأذى سيقع عليهم في كل الاحوال ولن يكون لديهم ما يخسروه وحذاري أن يصل المجتمع لهذه المرحلة
ختاما ما أود قوله أن النفوس الحرة تتألم و تتأذى بل تشمئز من الظلم، مهما زاد واستفحل ترفضه كله بنفس الدرجة
مهما كان مستوى و مرتبة الظالم سواء كان ضعيف أو قوي ذو نفوذ و مال أو سلطة ولا تقبله على بشر حتى لو كان عدو.
لا تقبلوا
للظلم يتسرب لأنفسكم تحت أي ذريعة وعذر
ارفضوا الظلم دائم